أعرف العشرات من أبناء حوران الذين أُكرهوا قبل حوالي التسع سنوات على ركوب الباصات الخُضُر وكانت محطتهم الجديدة إدلب وأعرف الكثير ممن تعثروا بالوصول إلى تركيا وتعذّر عليهم بسبب سيطرة النظام البائد العودة الى ديارهم فأختاروا إدلب مقراً ومقاماً وعملاً ويبدو أن لإدلب وقع وسحر خاص بنفس كل من هاجر إليها وسكنها سيما خلال سنوات الثورة المباركة لذا تجدهم يتمسكون بها ويتخذون منها سكنا ومنزلا وإذا ما رجع أحدهم بعد التحرير إلى موطنه الأم في المحافظات الأخرى تجده يَحنُّ ويحلم بالعودة إليها …
لله درك يا أدلب هل كل ذلك بسبب انك خضراء وجميلة؟؟ كما أسموك “ادلب الخضراء” أم بسبب تربتك الطيبة المباركة التي جمعت التين والزيتون؟؟ أم بسبب أنك منبع للكرامة والحرية والإباء ومصنع للرجال؟؟؟ أم بسبب أن قطار الحرية انطلق من أرضك المباركة ولم يتوقف قبل أن بث عبير النصر والتحرير على كل سورية؟؟؟ أم بسبب كثرة الشهداء والجرحى من ابنائك الميامين ؟؟؟أم أن هناك أسباب آخرى تُغري كل مَن مَرَّ بِرُباك يا سيدة البدو والحضر والمدائن ؟؟؟
نعلم بأن مَعرّتك “معرّة النعمان” معرّة الحكمة والعقل تأوي رفاة سيد الحكمة والفلسفة ونعلم أيضاً بأن المقبور حافظ الأسد كان يكرهك كراهة دينية وكان يَحرِمُك من جملة حقوقك ونعلم أن أكثر من محاولة اغتيال مبكرة له كانت على يد الأبطال الأدالبة ونعلم أكثر من ذلك بإن حسين هرموش رحمه الله هو أول من انشق عن النظام والأسعد أول قائد للجيش الحر هما من جبل زاويتك الأغر ونعلم عنك يا إدلب القلب أكثر وأكثر
لا يضيرك يا ادلب تشويه صورتك وبث الشائعات عنك لنشر الكراهية على يد النظام الأسدي الغاشم وقد علمونا منذ الصغر أقوال مسيئة عنك مثل ( اقلب أنت في إدلب ) أو ( أهلاً بكم وبأولادكم ) وغير ذلك من الشائعات وهذا ديدن النظام الرسمي العربي وأخطره النظام الاسدي.
فشلت شخصيا وفي أكثر من محاولة سابقة ومن الأراضي التركية زيارتك لكن موعدنا قريباً ان شاء الله على رباك …