نتمنى لأي مبادرة توفيقية على الأراضي السورية أن تنجح وتلق آذان صاغية وتساعد على احتواء الموقف ولململة الأمور التي خرجت عن السيطرة وتجاوزت المعقول والمألوف في بعض المناطق خاصة في السويداء ومناطق نفوذ قسد بفعل سلوك الشواذ في تلك المناطق ولكن لا بد لأي مبادرة كي تنجح أن تجد طريقها عند الطرف الضال صانع هذه الفتنة وإلّا لا معنى لهذه المبادرة ما دامت تحوم في فَلَكْ الجهة التي أطلقتها بحسن نية وعن إرادة حقيقية وأكثر ما يُخشى عليه أن تتحوّل مثل هذه المبادرات إلى تنازلات واكرامات في زمن دَلَع الخِراف لذا يجب أن تكون مثل هذه المبادرات ولها سقف زمني وخطوط حمراء يُمنع تجاوزها والاقتراب منها من أي شخصٍ كان.
تُذكّرني مبادرات الصلح هذه الأيام مع الخارجين عن بيت الطاعة السورية بالسويداء وقسد بمبادرات التقارب السني الشيعي والتي عمل عليها فضيلة الشيخ القرضاوي رحمه الله وفريقه المُبارك من خيرة علماء الأمة والتي خرجت بعد سنوات من العمل المضني وصدق النوايا ومن دون أدنى تجاوب من إيران وضعنها إلى مقولة لا فائدة تُذكر من هذا التعب والعناء ( خُضّ المَيّ هي مَيّ ) لأن الطرف المُبادر قدم أكثر مما هو مطلوب منه بينما الطرف الثاني وأقصد جماعة ايران بات هو المستفيد على حسابنا ومن دون أن يساعد في تقديم خطوة واحدة تؤدي إلى وحدة الصف ونزع فتيل الفتنة.
برأيي المتواضع إن ما ساعد على وجود الداء اليوم في الأراضي السورية عوامل عدة منها :
أحلام توراتية صهيونية وخطط ومشاريع غربية استعمارية قديمة جديدة تنتظر الفرصة المناسبة لتنفيذها تؤدي الى تقسيم سورية وبعدها الوصول الى الدول المجاورة والقريبة من سورية وهي المستهدفة سيما تركيا والسعودية للعمل على زعزعتها وتقسيمها وهناك مخالب وأدوات رخيصة لهذه القوى الصهيونية الغربية في الداخل السوري كانت للأمس القريب ك الضب كامنة واليوم قَوِيَ عُصَّها وظهرت للعلن …. وهذه الأدوات والمخالب لها كلمتها المؤثرة داخل مجتمعاتها وكل من يخالفها يخرج عن الملة وهناك أيضاً – وللأسف -قِلّة من الغالبية من أهل السنة مَن أَكل الطُعم.
على المبادرات الأهلية وشبه الرسمية أن تستمر شريطة أن يرافقها يقظة من الحكومة وأن يبق الإصبع على الزناد لأن المؤامرة كبيرة والحدث جَلل والخسارة لا سمح الله ستكون عظيمة بحجم الوطن.
وإذا استيأس الرُسُل لا بأس عندها من الكَيّ والضرب بيدٍ من حديد وتحطيم رؤوس الفتنة وإصدار القوانين الرادعة والعقوبات الزاجرة والتي تتناسب طردا مع فداحة جرائم هؤلاء وعلى الحكومة السورية الرشيدة أن تستفيد بِقدر ووفق ما تدعو إليها الضرورة وبحكمة وتبصّر من تجارب الغير لقطع دابر الفتنة وقطع رأسها في مهدها والأمثلة على ذلك كثيرة.
ان ضرب المتسبب بالفتنة ومزعزع الاستقرار والحالم بالانفصال وحِصاره والتضييق عليه أيّاً كان هو حق وعدل وهو مطلب جماهيري يقود إلى الحفاظ على هيبة الدولة وعودة الفئران إلى جحورها وهروبها ويخلق حالة إيجابية وشعور بالأمان …
آخيراً أقول ليس هناك من مشكلة بين مكونات المجتمع السوري الواحد فالجميع إخوة وجيران وشركاء بالوطن الواحد والمشكلة محصورة فقط بالشواذ خُوّان الملح والزّاد ورُغام الوطن ولا استثناء في ذلك فكلهم خونة ومن أية ملة كانوا ولا تهاون مع أحد فالوطن غالٍ وعزيز وأكبر من كل أحلام المُفلسين.