إن إعادة بناء الجيش السوري الجديد عقب نجاح الثورة السورية تمثل حجر الأساس لضمان الاستقرار وصون السيادة الوطنية وتحقيق الأمن الشامل.
تأتي هذه الخطة الاستراتيجية استناداً إلى تجارب أفضل الجيوش العالمية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الواقع السوري والتحديات التي خلفها النظام السابق.
الأهداف الاستراتيجية لتأسيس الجيش السوري الجديد:
- حماية وحدة الأراضي السورية والسيادة الوطنية.
- ترسيخ العقيدة العسكرية الوطنية البعيدة عن الولاءات الحزبية والطائفية.
- دمج كافة الفصائل الثورية ضمن مؤسسة عسكرية احترافية موحدة.
- تحقيق الجاهزية القتالية وفق أحدث المعايير العسكرية العالمية.
- تطوير قدرات الردع الاستراتيجي والدفاعي.
أولاً: المبادئ الأساسية لتأسيس الجيش السوري الجديد
عقيدة عسكرية وطنية: تقوم على الولاء للوطن والشعب بعيداً عن أي توجهات سياسية أو طائفية.
جيش احترافي منظم: يعتمد على الكفاءة والخبرة والانضباط.
قيادة موحدة: تتسم بالكفاءة ويتم اختيارها وفق معايير صارمة.
دمج الفصائل الثورية: ضمن وحدات نظامية وفق برامج تأهيل عسكرية حديثة.
توازن القوى: بناء جيش متكامل يضمن التفوق النوعي والتكنولوجي.
ثانيًا: الهيكلية العسكرية المقترحة للجيش السوري الجديد
1. هيئة الأركان العامة:
تكون مسؤولة عن التخطيط الاستراتيجي والإشراف على جميع القوات تتألف من:
رئيس هيئة الأركان العامة.
نائب رئيس الأركان للشؤون العملياتية.
نائب رئيس الأركان لشؤون التدريب والإعداد.
إدارة الاستخبارات العسكرية.
إدارة الاتصالات والتكنولوجيا العسكرية.
2. القوات البرية:
- فرق مشاة ميكانيكية ومصفحة.
- قوات خاصة ووحدات مكافحة الإرهاب.
- وحدات دفاع جوي أرضية حديثة.
- فرق مدفعية وصواريخ بعيدة المدى.
3. القوات الجوية:
- أسراب مقاتلات متعددة المهام.
- وحدات طائرات بدون طيار (UAV).
- أنظمة دفاع جوي حديثة مثل باتريوت أو إس-400 طبعا حسب المتوفر والداعمين للجيش السوري الجديد .
- أسراب طائرات نقل عسكرية ومروحيات.
4. القوات البحرية:
- أسطول بحري حديث لحماية السواحل السورية.
- زوارق صاروخية وغواصات دفاعية هذا ما نتمنى امتلاكه
- وحدات مشاة البحرية (أشبه بالمارينز الغربي ).
5. قوات الاحتياط والحرس الوطني:
- جيش احتياط يتم تدريبه دورياً لدعم القوات النظامية عند الحاجة.
- وحدات للدفاع المدني وحماية المنشآت الحيوية.
ثالثًا: الاستراتيجيات العسكرية العامة
1. استراتيجية الدفاع الوطني:
- تأسيس منظومة دفاع جوي متكاملة تغطي الأجواء السورية.
- إنشاء قواعد عسكرية استراتيجية في مختلف المحافظات.
- تطوير نظام استخبارات عسكري حديث قائم على تكنولوجيا العسكرية الحديثة .
2. استراتيجية الردع الإقليمي:
- تأسيس وحدات صاروخية بعيدة المدى.
- تعزيز قدرات الحرب الإلكترونية و السيبرانية.
- توقيع اتفاقيات دفاع مشترك مع الدول الحليفة.
3. استراتيجية الحرب الحديثة (الجيل الرابع):
- التركيز على الطائرات المسيّرة (Drones) والحرب الإلكترونية.
- تدريب القوات على التكتيكات الحديثة في حرب المدن وحروب العصابات.
- إنشاء وحدات قوات خاصة مدربة على العمليات السرية.
رابعاً: دمج الفصائل الثورية وتأهيلها عسكريًا
آلية الدمج:
- التسجيل والتصنيف: تحديد الرتب والخبرات العسكرية.
- إعادة التأهيل والتدريب: إقامة معسكرات تدريب مكثفة تحت إشراف ضباط محترفين .
- التوزيع العادل: دمج الأفراد في الوحدات النظامية وفق تخصصاتهم.
برامج إعادة التأهيل:
- دورات في القوانين العسكرية والانضباط العسكري.
- تدريبات قتالية متقدمة تتناسب مع المعايير الدولية.
- تعليم مبادئ الشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان وقواعد الاشتباك العسكري.
خامساً: مقارنة مع أفضل الجيوش العالمية
1. الجيش الأمريكي (US Army):
- يعتمد على اللامركزية والتخصص الدقيق في الوحدات العسكرية.
- استراتيجيات متقدمة في الحرب السيبرانية والحرب غير المتكافئة.
2. الجيش الروسي:
- قوة ردع صاروخية هائلة.
- تكامل فعال بين القوات البرية والجوية.
3. الجيش التركي:
- خبرة واسعة في دمج الفصائل العسكرية غير النظامية في الجيش النظامي.
- اعتماد تقنيات حديثة مثل الطائرات المسيّرة في العمليات.
سادساً: مراحل التنفيذ وخطة العمل
المرحلة الأولى: التأسيس (6 أشهر)
- تشكيل لجنة تأسيس الجيش ووضع القوانين العسكرية.
- إطلاق برامج تسجيل الفصائل وبدء معسكرات التدريب الأولية.
المرحلة الثانية: التنظيم والتوزيع (سنة واحدة )
- دمج الفصائل الثورية في الفرق والوحدات الجديدة.
- تأسيس هيئة الأركان العامة وإداراتها.
المرحلة الثالثة: التحديث والتطوير (سنتان)
- اقتناء الأسلحة الحديثة وفق المعايير العالمية.
- توقيع اتفاقيات تدريب مع جيوش دولية صديقة.
- إطلاق أكاديمية عسكرية وطنية لتخريج ضباط محترفين.
المرحلة الرابعة: الاكتفاء الذاتي والاستدامة (بعد 3 سنوات)
- إنشاء مصانع أسلحة وطنية.
- تطوير أنظمة استخبارات عسكرية مستقلة.
- إطلاق برامج التجنيد الوطني .
سابعاً: تمويل المشروع العسكري الجديد
- تخصيص نسبة من موازنة الدولة للدفاع.
- إطلاق مشاريع استثمارية للجيش لتمويل جزء من احتياجاته.
- البحث عن شراكات وتحالفات دولية.
ثامناً: الحوكمة والشفافية العسكرية
- إنشاء هيئة رقابة عسكرية مستقلة لمتابعة أداء الجيش وميزانيته.
- اعتماد قوانين صارمة لمكافحة الفساد داخل المؤسسة العسكرية.
- إشراك البرلمان في الإشراف على السياسات الدفاعية.
تأسيس جيش سوري جديد قوي واحترافي هو الضامن الأكبر لتحقيق الأمن والاستقرار الوطني وصون سيادة سوريا في مرحلة ما بعد الثورة.
إن هذه الرؤية الاستراتيجية تقدم خارطة طريق متكاملة يمكن من خلالها بناء جيش حديث يتفوق في كفاءته وتنظيمه على أفضل الجيوش العالمية مع الحفاظ على الطابع الوطني الذي يعكس إرادة وتضحيات الشعب السوري.
مع الاحترام والتقدير