الحمد لله الذي أحياني لأشهد لحظات تتويج أقوال أردوغان بأفعال إيجابية في بلادنا العربية …
الحمد لله الذي أكرمني بصدق رؤيتي المبكرة بحق هذا الرجل وحزبه الحاكم.
انا العبد الفقير إلى الله استبشرت خيراً بهذا الرجل وحزبه من سنوات بعيدة ولحبي لتركيا في زمن حكم أردوغان فقد زرتها في السنوات العشر الأخيرة أكثر من ثمان زيارات أقلها شهر وأكثرها ستة أشهر وكنت أدافع عن هذا الزعيم بقوة وحزم وعِناد وأُعدد مناقبه وكلما فعلت ذلك كان يأتيني من يقول لي مهلك يا رجل أنت مُخطئ فيما تقول وهذا الرجل لا يختلف عن غيره إن لم يكن أسوأ الذين حكموا تركيا لا بل كان هؤلاء – للأسف – ينعتونه بأبشع الألقاب أقلها العميل والكذّاب والمهرّج وكم تجادلت مع كثير من هؤلاء إلى درجة الصِدام ووصل الأمر مع البعض حدّ القطيعة ومما كنت أقوله لهم أردوغان هو رئيس لبلد اسمه تركيا وليس رئيسا لبلادنا العربية وليتنا نعتب على حكامنا ولا نعتب على هذا الرجل ونطالبهم بتقديم ولو جزء مما يقدمه هذا الرجل لشعبه من رفاهية وأمن وعيش كريم وأكثر الذين ناصبوا هذا الرجل العداء كان يركّزون على إلتزامه وخطه الإسلامي وإيمانه بقضايا وطنه وأمته وسعيه لعودة إرث وامجاد أجداده وجعل اسطنبول منارة كما كانت ولفهمه بأن عمق تركيا يكمن في عواصم الأمة وحواضرها هناك في دمشق وبغداد والقدس والقاهرة ومكة والمدينة والجزائر ونواكشوط وتونس والرباط وووو ولاننس دور هذا الرجل المؤمن بعودة معظم شعبه إلى حظيرة الإسلام بعد أن كانت العلمانية تنخر في عظم الشعب التركي الخائف حتّى النخاع ويكفي أن تركيا اليوم تتصدر العالم ومنه دولنا العربية في عدد مساجدها ومآذنها ويكفي أنك اليوم لم تسمع في سماء اسطنبول (القسطنطينية) وكل تركيا صوتاً يعلو على صوت الله أكبر ولولا أردوغان ما عاد لتركيا هذا الجمال الروحاني الآخّاذ والذي يهز كيّان عشرات ملايين السوّاح كل عام والذي يعود بعضهم إلى بلاده وقد عزم على إشهار اسلامه …
هذا الرجل عمل بهدوء وصمت مطبق ومن دون مظاهر البهرجة المصطنعة ولم يرسمِ صدره وأكتافه بالأوسمة والنياشين فقد ركّز على الداخل وقلب وجه اسطنبول وعموم تركيا حتى أصبحت محجّاً وقبلة لكل سوّاح العالم وكذلك ضاعف في مشافيها وجامعاتها وأنفاقها وجسورها وشوارعها وأحيائها ومدنها ومطاراتها وحدائقها ومصانعها العسكرية والخدمية وأصبحت تركيا (الصين الجديدة) تَصنّع كل شيء من الإبرة للطيّارة ومن الملابس للصاروخ والدبابة وهي من قلائل الدول في العالم التي تحقق الإكتفاء الذاتي في كل شيء.
اللهم ارزقنا بأردوغان عربي بحجم نصف أردوغان تركيا حتى ننهض وتعود لبلادنا العربية هيبتها ووقارها.
لقد استحق أبهى الألقاب أقلها الداهية أو ذئب الأناضول أو خليفة محمد الفاتح أو السلطان الجديد أو آخر سلاطين بني عثمان وكلها تليق به …
لقد استقبل هذا الرجل في بلاده كل من ضاقت عليه دنياه وقهره وطارده حاكمه وفتح للملايين سيما من الدول المنكوبة والمعارضين العرب أبواب تركيا وعاشوا ومارسوا نشاطهم ووقف في وجه المعارضة التركية الشرسة التي كانت تكره اللاجئين العرب وتنصب لهم الأفخاخ والعداء وكأني بأردوغان اليوم وهو يقول للمعارضة التركية القبيحة ها هم إخواننا السوريين عادوا إلى بلادهم وهم الذين ناصبتموهم العداء وهم الذين كانوا بركة تركيا ولا أدري من الذي سوف يحرك عجلة مصانعكم ومزارعكم ومن الذي سوف يستأجر شققكم ويشتري بضاعتكم ومن الذي يسقيكم ويطعمكم من بعدهم أطيب الأطباق وأشهى الحلويات والمشروبات هاهم عادوا لا بل هم يتسابقون بالعودة إلى بلادهم وقد خسرتموهم وخَسِرتهم كل تركيا أيها الأوغاد.
ها هو الكذّاب أردوغان صانع فجر سورية الجديدة لولاه لضاعت سورية إلى أبد الآبدين وأبتلعها النصيرية والروس والفاغنر والفرس وخنازير المليشيات الطائفية.
ها هو العميل أردوغان لولاه لضاعت ليبيا وأكلها الضبع حفتر وزبانيته.
شكراً لمن ناصر شعب الصومال والسودان وأذربيجان وووو …
ها هو المهرّج أردوغان لولاه لابتلع عِجيان الخليج قطر …
هذا الأردوغان لم يقصر يوما بحق أهلنا في غزة والأقصى وفلسطين والفهمان تكفيه الإشارة ونعلم صدق نواياه ولن تطول نصرته وقريباً ان شاء الله تعالى سيكون المدد والنُصرة من الأناضول …
لقد فهم ذئب الأناضول لعبة ( كلب ينبح معك خير من كلب ينبح عليك ) وعرف كيف يجلب الصغار أصحاب المال مصدر الفتن والقلاقل إلى حظيرة تركية …
لقد كتبت من حوالي العشر سنوات عشرات المقالات تصلح أن تكون كتابا عنوانه ( أردوغانيّات ) دافعت فيها بتجرّد وعن قناعة تامة ووعي وعن بيّنة وحجّة دامغة عن سياسة هذا الرجل المحترم وعن حزبه المبارك وها هي قد صدقت الرؤيا ونرجو منه المزيد وقلب الطاولة على كل طامع بعاصمة معاوية ونرجوا أن نشاهد عن قريب ميترو الأنفاق التركي يخترق دمشق وحلب وحماة وحمص وإدلب واللاذقية ويصل إلى الحسكة والحفّة وجبلة وبانياس والرقة ودرعا ونوى والسويدا ودير الزور وخان أرنبة ونرجوا أيضاً أن تعود عجلة الاقتصاد السوري وأن تفتح شام شريف أبواب مساجدها وجامعاتها لطالبي العلم من كل بلاد الدنيا وأن تعود حلقات العلم والفقه وكراسي المذاهب الأربعة لصحن مسجدها الأموي الكبير وكذلك نشاهد أرتال الحافلات والطائرات وهي تجذب السوّاح إلى أقدم عواصم الكون وهي التي قال عنها ابن خلدون ( قلب الأمة ) وقال غيره مركز الحضارات وقال آخر مركز إشعاع فكري ووو …
ها هو أردوغان يعود إلى دمشق فاتحاً مظفراً بأكاليل النصر ويحق للشام أن تفرح بِطلّة فاتحها وأن نصطف جميعاً لاستقباله على مداخلها حاملين بأيدينا ياسمين الشام ونرشه بالورد والملبس والقضامة والسكاكر وبيض الحمام باللوز وراحة الشام …