في وجه العدو الإسرائيلي الذي يمتلك ترسانة عسكرية هي الأضخم في المنطقة من بحرية وجوية وأسلحة ذكية واستخبارات إلكترونية دقيقة تبدو مشاهد شباب سوريين يقاتلون بنظام (الفزعات) بدافع العقيدة والانتماء والشرف مزيجاً مؤلماً من البطولة والفوضى. هؤلاء الشبان الذين خرجوا من رحم الثورة ومن قلب المعاناة يملكون العزيمة ولا يملكون الدعم يملكون الرغبة ولا يملكون القيادة يتصدّرون خطوط النار بلا خنادق ولا دشم ولا مدفعية ولا غطاء جوي.
هذا الواقع وإن كان ينمّ عن شجاعة نادرة إلا أنه في جوهره مخاطرة استراتيجية.
مواجهة عدو بحجم إسرائيل ضمن معادلة غير متكافئة دون منظومة قيادة عسكرية موحدة أو تنظيم قتالي مؤسسي أو حتى بنية تحتية للمعركة يعني جرّ المقاتلين إلى محرقة مفتوحة.
ومن الظلم أن تُترك هذه النخبة الوطنية تواجه قدرها دون مشروع حماية واضح لا على مستوى القيادة ولا على مستوى الحلفاء ولا حتى على مستوى الجبهة الداخلية.
ما يحتاجه المقاتل السوري اليوم ليس فقط السلاح بل الرؤية والانضباط والتنظيم والدعم الاستخباراتي والتقني واللوجستي. ما يحتاجه هو قيادة عسكرية وطنية موحدة تؤمن بالعقيدة الثورية وتفكر بعقل الدولة لا بعقل الثأر.
مواجهة إسرائيل ليست معركة كرامة آنية بل مشروع استنزاف طويل النفس لا ينتصر فيه إلا من يحسب بدقة لا من يندفع بحماس فقط.
إن الدعوة لحماية المقاتلين السوريين لا تعني كبحهم بل تمكينهم: من خلال التدريب والتسليح النوعي وبناء منظومات دفاع متكاملة وتشكيل غرف عمليات موحدة وصياغة استراتيجية وطنية للمواجهة توازن بين المقاومة والسياسة.
ففي سوريا الجديدة لا يجب أن يُترك الأبطال وحدهم.