قارنت مقارنة أولية بين القادم أحمد الشرع والنافق بشّار الكلب فوجدتهما يتشابهان لجهة الطول وكلاهما درسا الطب ولم يعملا به.
تابعت الشرع من أيام في مقابلة على CNN ورغم دقّة وحساسية الأسئلة الموجهة له من قبل المراسلة كان الش.رع يجيب عليها بهدوء وإتّزان وروية ودون تشبير وتفتير وبطريقة موجزة وذكية وعفوية ومقنعة على عكس طريقة بشار الذي كان يعتمد على أسلوب التدريس والتلقين وحشو المعلومات ومقارنة الأشياء بالأشياء وكان يستعمل يده بالتشبير وكثيرا ما كان يُوظٍِف ضحكته البلهاء في غير مكانها ويُشعر المُشاهد بأن فيه عرق من الهبل.
الأول الشرع خلفيته لجهة والده ووالدته محافظة وذات بُعد أكاديمي والثاني بشّار خلفيته لجهة والده عسكرية انقلابية انتهازية إجرامية وطبيعة دونية ولجهة والدته ذات بعد عصبي نصيري متزمّت متعجرف …
الأول الشرع بدأ مشواره السياسي مبكّراً حيث ذهب لدراسة الطب في بغداد وتزامن ذلك مع حصار العراق والحرب الأممية عليه ومتابعها من احتلال أمريكي لبغداد واندفع هذا الشاب الواعد كما اندفع الكثير من الشباب العربي الغيور الذين ذهبوا للدفاع عن بغداد وانضوى تحت الراية الأقوى السائدة أنداك ويبدو أن لديه كاريزما القيادة وذكي لذلك استطاع ورغم صغر سنه أن يقفز خطوات للأمام ويبدو أنه انشق وانقلب على جماعته ودخل مبكّراً إلى إدلب وبدأ مشواره الفعلي من هناك ولا يخفى البعد الديني لحركته حتّى صارت حركته ( هيئة تحرير الشام ) الأقوى من بين كل المسمّيات الأخرى الناشطة على أرض إدلب وهناك اشتغل بصمت وكان له كبير الأثر على أتباعه واستفاد من خبرات الغير بالتصنيع والتحضير وبنى قوّة لا يُستهان بها وهي القوة التي رآها العالم في أيام التحرير إضافة إلى القوى الأخرى العديدة التي انضوت تحت لوائه واستطاع التواصل مسبقا مع بقايا الفصائل الكامنة في كل أنحاء سورية التي أعادت تنظيم صفوفها وهذا ما سهّل في عملية التحرير بحيث تخرّك ثوّار الجنوب والغوطة والقلمون والساحل وحمص وحماة والفرات مما ساعد في هروب جيش النظام أو استسلامه وتقوقعه والإجهاز على بعضه ولا ننسى سياسته الرائدة والنداء المستمر للحفاظ على هياكل الدولة الاقتصادية الإدارية والتنظيمية وحتى الأمنية واستقطاب الكثير من ضباط وعناصر النظام وحسن التعامل مع المواقف من خلال الرسائل للداخل والخارج وكذلك الِخطَب والوصايا ذات البعد الشرعي بحسن التعامل مع الناس والطوائف الأخرى وتطمينها وهذا ما سرّع ببسط هيمنته على معظم أراضي سورية … ولو قارنا الشرع مع اللخيمة بشّار الأسد لوجدنا الفارق والبون الشاسع فالأخير جيء به على عجل من بريطانيا بعد أن نفق شقيقه باسل بحادثة المطار ووجدت أولبرايت في أنه الأصلح بين أولاد النافق حافظ الأسد وترك الطب وبدأ صاروخياً يترفّع بالجيش حتى استلم بعد والده وكان استلامه بمباركة وإرادة أمريكية فرنسية سعودية مصرية وبفضيحة دستورية حيث خرق الدستور السوري بعد أن تم تعديل الدستور السوري من قبل مجلس جوقة الحمير كي يستلم بدلاً عن والده ولا ننسى “خُلوة” أولبرايت به قبل تنصيبه بدقائق حيث أخذت منه المواثيق والعهود التي تضمن فترة حكم هادئة دون مطالبة بالجولان وأوصته خيراً بجيرانه الي. هود وإذا استعرضنا فترة حكم هذا الصبي وجدناها مليئة بالمتناقضات حيث عم الفساد وانتشر وتضاعفت الاقطاعات مثل اقطاعية الاتصالات التابعة لرامي مخلوف ونَمت ممالك المواد الأولية والغذائية والصحية والمحصور استيرادها بأمراء الشر من التجار المقربين وبطريقة المحاصصة وتمرّدت أسماء وضاعفت من نفوذها وهيمنتها وقرّبت ذويها وزبائنها حتى ضاعت الطاسة والأسوأ في حكم هذا الصبي أنه فقد الحكمة وعجز عن حماية ملكة وتعامل مع الثورة السورية بطريقة غبية مُتّبعاً نهج والده الدموي وزاد من عدد الأفرع الأمنية حتى بلغت ١٦ وأدخل نظام الفزّاعة الطائفية وأحتمى بها حتى رفعت من سقف الفتنة الطائفية وصارت تشجع لحرب أهلية واستعان بإيران حتى أورثها البلاد وقلب عقيدتها وشوّه رموزها وقرّب شيوخ العار وأدخل روسيا ورفع عن عورته الغطاء وأجزل لها بالعطاء وأجرى معها عقودا طويلة الأجل على حساب تراب الوطن وكرامة شعبه وثرواته حتى ضاعت البلاد وتشرد الشعب وجاع وعمّت الفوضى والمؤسف أنه قوّاد على وطنه حيث “إسرائيل” تعربد وتقصف كل يوم في كل مكان وكان الرد دائما نحتفظ بحق الرد وهرب من البلاد وما زال يرد وزاد في حماقته أنه استبسل للبقاء في الكرسي حتى لو بقي من دولته القصر الذي يسكن به إلى أن جاء المُنقذ والمخلّص ولم يكن ذلك ليتم لولا عناية الله ورعايته وخلال أيام فرّ الجرذ وصياصيه إلى روسيا والدول الأخرى وترك بلاده خاوية على عروشها وخزائنها فارغة وأخذ معه آثارها ورصيدها من الذهب والعملات الصعبة والأسوأ من ذلك أنه أخذ شيفرة أبواب سجونه والتي يقبع بداخلها عشرات وربما مئات الآلاف من شعب سورية المنكوب ولم يخرج أكثر هؤلاء من بعض السجون إلّا بعد أن تم هدم الجدران الاسمنتية وهناك من السجون سيما في صيدنايا والمزة وفلسطين والخطيب فاحت روائح الموت وشاهدنا المشانق وآثار الدماء عليها وشاهدنا مكابس البشر التي تسوي الأجساد وتسحقها وشاهدنا وسائل التعذيب وشاهدنا مَن ذهبت عقولهم وشاهدنا الأجساد البادية الخاوية وشاهدنا وشاهدنا الكثير والمخفي أعظم وأدهى …
قبل أن أختم أقول إذا كان الغرب وخونة العرب هم من نصّبوا بشّار حاكماً على سورية وهم من سكتوا عن فضائعة وجرائمه طوال فترة الثورة السورية وما قبلها كما سكتوا عن جرائم والده من قبل ولم يفعلوا معهما أي شيء والغرب وروسيا هم من أمَّنَوا له الخروج الآمن رغم كل ما فعله بشعبه ووطنه ولم نسمع أمريكا يوما كانت تطالب برأسه كما طالبت برأس الشرع ودفعت فدية لمن يقتله كما أن أمريكا والغرب لم تصنّف بشار ونظامه بالإرهابي كما فعلت هي والأمم المتحدة مع الشرع وفصيله.
أختم بالقول هناك سياسة جديدة لأمريكا ( سياسة مطّاطة ) أعلنتها بأنها سوف تتعاون مع سلطة الأمر الواقع الجديدة في سورية ( تقصد سلطة الش.رع ) مادامت هذه السلطة معتدلة ويبدو أنها كذلك والدليل مانشاهده من وقائع على الأرض وسبحان من جعل من أمريكا تعترف بطالبان بعد أن كانت بنظرها بؤرة الإرهاب وتتبادل معها السفارات وكذلك تغيّر رأيها في الش.رع بعد أن كانت تطالب برأسه وتصف فصيله بالإرهاب والحقيقة أن من ترضى عنه أمريكا ترضى عنه زوجته ويرضى عنه العالم !!!!!!
أختم لقد ذهب بشار إلى مزابل التاريخ وننتظر الشرع الذي أذهل العالم بسرعة تحرير سورية وبطريقة حكيمة وفنية وبمعايير دولية وأخلاقية ونتمنى أن يفعل هذا الشاب كما فعل سوار الذهب رحمه الله الذي قاد السودان مدة عام ( فترة حكم انتقالية ) بعدها سلّم السلطة للمدنيين وترك السلطة بإرادته ولم يفعلها قبله ولا بعده أي حاكم عربي ونتمنى من الشرع الخير الكثير وأن يفعل مثل المرحوم سوار الذهب وأن لا يشلح قُبعه ويلحق ربعه وما علينا سوى المراقبة والانتظار …