في مشهد موجع بالأمس سالت الدماء في محافظة السويداء وأشرفية صحنايا وقبلها في جرمانا لا بين خصمين متنافرين بل بين أبناء الأرض الواحدة والتاريخ المشترك
بين الدولة السورية الجديدة الفتية القوية التي ولدت من رحم الثورة والتضحيات وتدربت في جميع ميادين القتال وبين طائفة عزيزة عرف عنها التعقل والحكمة طائفة الدروز الذين كانوا دوما جزءا أصيلًا من نسيج هذا الوطن
الدولة اليوم ليست كما كانت بل هي دولة فتية وقوية بقيادة الرئيس أحمد الشرع عازمة على توحيد جميع السوريين تحت راية العدالة لا القهر والتشاركية لا الإقصاء
ما حدث البارحة ليس مجرد اشتباك بل جرح في الجسد السوري تأبى الدولة أن يُفتح أو يتمادى
الدولة الجديدة لا ترى في أبناء السويداء خصوما بل شركاء في الطريق رفاقا في المعركة الكبرى نحو السيادة والعدالة والكرامة
فما الذي تغير اليوم حتى يُدفع الشباب إلى القتال ضد دولتهم التي ما فتئت تطمئنهم وتؤكد لهم أنهم شركاء في الوطن وفي القرار وفي المصير
إننا نعرف أن للدروز عقلاء وأن صوت الحكمة في السويداء لم يخفت يوما وهم أنفسهم من رفضوا الانجرار لحروب النظام القمعي رغم بطشه وقسوته فهل يُعقل أن يستجيبوا اليوم لدعوات داخلية وخارجية تغذي الفتنة وتستثمر في الدم وتدفع بأبنائهم إلى أتون صراع لا طائل منه.
الدولة اليوم ليست دولة انتقام ولا تصفية بل دولة عدالة واحتواء
من يرفع السلاح في وجهها يخسر ومن يمد لها اليد يجد صدرها مفتوحا
أهلنا في السويداء حافظوا على دماء أبنائكم لا تكونوا وقودا لمشاريع خارجية خبيثة
لا تجعلوا منكم ثغرة يُطعن بها الوطن بل سورا يصونه
إن سوريا اليوم تحتاجكم تماما كما تحتاج كل مكون شريف
فهل من عاقل يسمع نداء الدولة ويُغلق أبواب الفتنة