انطلقت الثورة السورية العظيمة من صميم الادمغة السورية التي كانت تناهض النهج الديماغوجي الذي رسم سياسته ونهجه ، حافظ الأسد وسارت عليه المؤسسات وفق اطر عقيمة وضعت السوريين في قمقم لم يكن سليما على مدى خمسة عقود بل كانت تقوده قيادات براغماتية ضاربة عرض الحائط مصلحة الوطن وأبنائه
الفكر الثوري المنير يشير إلى الأفكار والمبادئ التي تدفع الناس إلى التغيير والتحول الاجتماعي والسياسي، وتلهمهم لتحقيق العدالة والمساواة. هذا الفكر يُعتبر أساسًا لعمليات الثورة التي تسعى إلى إحداث تغيير جذري في النظام القائم.
لقد ساهم في تأسيس نهج الثورة السورية العظيمة وفكرها الثوري أطباء ومهندسون وصيادلة وضباط ورجال اعمال ومحامين ومهجرين من ثمانينات القرن الماضي ونشطاء ثوريين تفتخر بهم سوريا وكل سوري يحمل في كينونة نفسه الحس الوطني الأصيل.
ونحن في سياق الحديث عن رجالات الثورة لابد ان نذكر الطبيب الخلوق ابن ازرع الدكتور محمد الزعبي الذي اصبح مثالا يحتذى في النشاط الثوري الحضاري النابع من روح الثورة السورية ،ولا يغيب عن أذهاننا اقتصادين من أبناء حوران وصلوا لمنصب وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة وثلة من المحامين الاحرار والصيادلة والمهندسين والاكاديميين ومستشارين ورؤساء جامعات من العنصر النسائي من بنات حوران ، وهذا ما ينسف ادعاءات أبواق نظام الأسد البائد بان ثورتنا كانت ثورة رعاع كانت تعمل من مصالح دنيوية كما كان يسميها الشبيحة ثورة جهاد النكاح.
الفكر قوة متسلسلة من الأفكار المنسجمة بأساس فلسفي جعلت من لا وجود الذات الى وجود، أي حس الإدراك الذي كان مفقودا عند الإنسان البدائي قد أخذ يتضخم عند المتحضر مع أن الإنسان دائما ما كان يفكر ويخلق أحيانا ، لكنه يتميز عن الإنسان الحاضر بأنه لا يمس جوهر الأشياء بشكل مباشر. إذا الفكر تلك القوة التي اتسقت من الأجيال المتتالية أو الأدمغة المرتقية عبر التطور الحضاري الطويل.
الفكر الثوري في هذا المضمار يختلف عن المفهوم المتداول بأن الثورة هي ماركسية الوقوع. ألم يحمل أدولف هتلر فكرا ثوريا غير فيه وجه أوروبا لفترة ما. بل كانت فيه الانطلاقة الأولى للفكر النازي العنصري الذي جسد مطامح الشعب الألماني. وكان يوازيه بالفكر الجذري هذا الثورة الروسية وما حملته من بذور التغير في القرن العشرين. الفارق ما بين الفكر والثورة هو مثل الفلسفة والعلم ومن ثم نتائج هذا العمل النظري على أرض الواقع
ثورة الإنسان المتحضر:
حملت المتمردات التاريخية عبر التاريخ بصمات ضد أشكال العسف التي مارسها الذين يملكون ضد الذين لا يملكون ، فقد تجسدت بثورات كثيرة من ثورات العبيد في روما إلى